الخميس، 17 يونيو 2010

مـــذكـــرات مــــتـــــ -4- ــــــــــمــــــــــردة



-7-

اليوم هو ذكرى يوم زواجنا السابع لن أقول لكم أنه إحتفال أو عيد أو ما شبه فأنا لا أفكر بمثل هذا الشكل .أرى كل يوم لنا دون منغسات عيد يتجدد ...
أكرم : (يدخل و يقبل وجنتى مبتسما) و حشتينى يا ست الناس ...(يغمزنى فى زراعى و يضحك)
آسيل : (تنفرج أساريرى و أضحك من طريقته ) أنت دايما وحشنى يا سيد قلبى ... هـحضر الغدا فى خمس دقايق عقبال ماتصحى سهيل و جوجو ..
أكرم : طيب بس عامله لينا ايه النهاردة ..( يمد يده الى الاطباق و يأخذ قطمة ملئ فمه فى ذات اللحظة اضرب كفه برفق ) ..عجبك كده اهو كان هيقع من ايدى ...
ساعتها كان هناك قطرة تتسرب على جانب فاه ..التقطها بإصبعى بطريقة فطرية ثم وضعتها بفمى ...

مثل جميع الازواج كانت حياتنا – لن أدعى بانه لم يكن هناك أى مشكلات – أحيانا نكون فى قمة التفاهم و القرب و أحيانا نكون شعلتا نار تتصارعا حتى تعرف أى منهما ستلتهم الاخرى ...و الحق اننا حاولنا قدر جهدنا الا نتشاجر امام الاولاد أو يتدخل أحد فى خلافتنا . لم نعد صغار هكذا دوما يذكرنى .أنا أعلم جيدا أنى لست صغيرة و لكن لما لا أدعى طالما أنا معه ؛ أفضل لحظة بعمرى حين نجلس سويا نلاعب الاولاد خاصة حين انظر اليه و هو يأرجح سهيل فى الهواء و صغيرى خائف . دوما ما يقول له " جمد قلبك يا بن الـ...." ، أضحك ساعتها ضحكة مكتومة حتى لا يرانى .و حين ذهبنا الى الاسكندرية ظل ينزل به الى الماء و لم تأخذه به شفقة رغم بكائه و صرخاته ، و يعلل ذلك " سبيه علشان يطلع راجل " .فى خاطرى اردد " أهكذا سيكون رجل .. أهكذا الرجل يكون " .

بالطبع إعتدت المكوث فى المنزل رغم تبادل الزيارات العائلية بشكل إسبوعى سواء لمنزل والدى أو والدة أكرم ...لكن أين أنا من هذا ؟؟؟
من حق أكرم أن يستمتع بيوم فى الاسبوع يحدده هو كى يستريح من إلتزامات المنزل و ضغوط العمل والاولاد ...إن مفعول هذا اليوم سحرى بالطبع لكنه مرهق بالنسبة لى لانى لا أحظى بالمثيل . لم يجد أكرم لعملى ضرورة رغم إتمام الاولاد عامهم الرابع ، و إن حاولت التفكير يهبط من عزيمتى لإحتياج الاولاد لمن يرعاهم و يرعى صحتهم و مأكلهم و مشربهم . لعل اكثر كلماته تكرارا " هو البيت ناقصه حاجة ..أنا مخلى لكى فى نفسك حاجة او لولادك ...قوليلى على حاجة محتاجنها و انا مجبتهاش .." و كلمة السر هنا " الحاجة و الاحتياج- كما يحددهم هو " و الحق إنه لا يبخل علينا أو على البيت بأى شئ عدا أن هناك طلبات تراها المرأة هامة من باب التجديد و كسر الروتين و رتابة الحياة تستحى أن تطالب بها ما لم يكن فى مقدار زوجها أن يلبيها أو أن يكون هناك أولويات أخرى .و كما هو الحال فإن الاولويات لا تنتهى ...

فى أحد الإجازات المعتادة فى الاسكندرية شاطئ " استنلى" جلست لجوارنا زوجة عقيد بالشرطة و اولادها .انها سيدة مستفزة متصابية إن جاز التعبير - تكبرتى بـ 15عام على الاقل و لكنها تتصرف و كأنها ابنة العشرين . دخلت إلى الماء مع بناتها و كلما داعبتها بناتها تصرخ صرخات – لا يجوز وصفها غير أن عقربا قد لدغها – بالنسبة لى كانت مثيرة للأعصاب و بالنسبة للرجال من حولى تعددت التفسيرات .فمنهم من استغفر العظيم و منهم من تابعها بأم عينه و منهم من عاب عليها التصرف، لكنها لم تعباء بهؤلاء لان سعادة العقيد نزل الى الماء هو الاخر و هو يضحك من صرخاتها .و حسرتاه أما كنت تعلمت الصراخ .

تتأثر كل الزيجات بما يجرى من حولها فى المحيط العائلى أو بين الاصدقاء و حتى المعارف .لم أكن لأتخيل أن يحيى قد يدمر أسرته فى لحظة غضب طائش؛ لن أنصب نفسى محكمة ليحيى أو مريم لكنى اتسأل ما الذى أدى لهذا الوضع رغم أنه حد علمى بينهما تفاهم و حب قوى قبل الزواج . بالطبع صداقتى لمريم تلتمس لى العذر لمدافعتى عنها و ليس هذا فقط بل حبى لعوليا ابنتها ...السبب فى الانفصال هو انشغالها بالعمل و إهمال وجبات الزوج .بيد انها تعلم أنها حجج واهية فقط ليتملص من خطأه الاكبر ،فقد علمت مصادفة بأن أحد بنات الجيران الصغيرات تلاحقه و هو لم يصدها مطلقا بل تمادى فى علاقته بها .وراء كل خراب فى الاسرة ضعف رجل و كيد إمرأة . أصابنى الاكتئاب فترة لما حدث لمريم و يحيى فهو صديق لأكرم . تشدنى الافكار السوداء أن يقوم أكرم بما يهين كرامتى و أنوثتى .

للمكوث فى المنزل مزايا عديدة و عيوب مديدة .بعد عام فقط من إنجاب أولادى أحسست بأنى مهمشة الاراء و أن أرائى غدت سطحية بعض الشئ تقلصت إهتماماتى رغم محاولاتى المتفانية للحاق بالركب و مواكبة التغيرات . يحضرنى قول قرأته بأنه " لولا وجود آدم فى حياتها لظلت حواء من سكان الكهوف " . لم أكن ممن ينطبق عليهم هذا القول فكنت أهتم بذاتى لذاتى فلا أريد رأيتها فى مثل هذا الموقف . كنت أدلل نفسى و لو بالنذر اليسير حتى أكون دوما واثقة بنفسى و عقلى و أنوثتى . بالطبع لم أنسى أن أكرم يرانى دوما جميلة لكنه ابدا ما يعلق على جمالى .بل إنه يعلم كل العلم أنى جميلة كما أنا سواء أهتممت بما تهتم به الاخريات أو أكتفيت بأن أكون كما أنا، أو هكذا ظننت ... حتى تشاجرنا و كان السبب أنه لم يعد يرى فى ما يتطلع إليه فقد ألف بى كل شئ ...كل شئ .

لن أصف إحساسى مطلقا غير أنى تألمت الآلم الاكبر. تزعزعت فروع الثقة الوطيدة و سقطت أعشاش الطيور .لم أتمادى فى النقاش رغم أنى لم أسامحه على إهانتى بشكل مذل بأنى أصبحت " صورة من أم العيال الريفية " هكذا تعتنى و كنت صامتة هادئة .كنت أفكر بما يفكر و أتسأل هل بدأت فترة الزوبعة التى ستعصف بحياتى و حياة أولادى ..لن أترك له الفرصة حتى و لو كنت " أم العيال الريفية " ...مرت العاصفة و هدأت الاجواء ثانية حتى وجدت نفسى متضايقة من نفسى للغاية فلم أعد أشعر أنى أحد أو أنى إنسان ،بل آلة تدر المكاسب على من حولها ..آلة لا تتوقف عن العمل ولا يحق لها أن تتعطل . استفقـت من غـيبوبتى و كنت أردد :
آسيل ، هو لا يغار عليك ..لما ؟؟؟ هل أصبحت كتفاحة يعرف مذاق كل جزء بها ؟؟؟ هل أحببتيه حد إمتلكه ليك ؟؟؟
يظن أنه تملكنى ؟؟ لا يظن أنى فاتنة ؟؟؟
أخذت قرار بأن أغير جميع أطباعى ...لن أستيقظ باكرا ... لن أطهو ما تعود عليه ... سأحظى بيوم كل اسبوعين و اتركه مع الاولاد .جاءت اللحظة التى انتظرها فقد دعـتنا أحدى القريبات لعرس ابنتها و لم أرى بحياتى بزخ أكثر . تعمدت شراء ثوب جديد و لم يعترض أكرم فهو أيضا يهتم بمظهره الاجتماعى أمام أقاربه خاصة من يظن انهم مهمون رغم انى لا أحفل بما يكونوا أو بما تمثل مراكزهم .كنت حقا إمرأة و أنثى و فاتنة .تغيرت تلك الفتاه التى تخجل حين تضع أحمر الشفاة أو ينظر أحدا بعينها ، بل لم تتغير فقط هى ثائرة .هكذا اقنعت نفسى لأتم ما بدأته ؛ نار لو أتمادى بها ستحرقنى . بعد دخولى و أكرم للحفل و تهنأتنا للعروسين و قفنا سويا حولهما ربما كنا نتذكر أيامنا .بعدها رقصت مع أحد ابناء أعمامه رجل فى مثل عمر أكرم هو محترم للغاية و لكنه ما يزال رجل ؛عن بعد أراقب تعبيرات أكرم و أسمع صوت ضحكاته العالية - المفروسة كما أعلمها – هو لم يقبل ليكون كالعقيد ...كان رجل ...كان يغار ... كانت ليلة سوداء فى ظاهرها ...بل كانت ليلة عرس بالنسبة لى .

للمرة الاولى ينام كل منا منفصل عن توائمه ؛ لم أستطع النوم بالطبع شأنى شأنه ،و اعتذرت فى الصباح لانى مدركة بأنى على خطاء اعتذرت لأصون رجولته .اعتذرت لانى أحبه . بعد عناء قبل الاعتذار و لم يدرى ما دافع إثارتى غيرته لليوم .بعد شهرين توفى والدى و يا لها من فُـرقة .أحسست بالضياع هو والدى و هو الدنيا .أتذكر حنوه على و كيف كان يساندنى بحكمته ،لم أكن ضعيفة كما كنت بعد وفاته تغير كل شئ .تغيرت امى و حياتى و حتى علاقتى بزوجى و أخى .

Saturday, 6th march 2010

 -8-

أكثر من 14 عام مر على زواجنا ، احتفالنا وسط افراد اسرتنا الكبيرة بعيد ميلاد طفلينا سهيل و جورية فى بيت والد أكرم .السعادة هى ان تجمع الذين تحبهم جميعا فى وقت واحد لتقاسمهم فرحتك .هكذا كان احساسى يومها،فقد أتم اولادى العاشرة من العمر ، و مثل اى أم تحب اولادها و تدللهم أحضرت ما تمنوه من الهدايا .و أين اكرم اليوم ، فى إجتماع هام لا يمكن تأجيله . إجتماع حتى العاشرة مساءا ...إجتماع و عشاء عمل . لكل فرد أولوياته و كانت أولوياتى كإمرأة رعاية أولادى و بيتى و زوج أصبح على هامش الحياة الزوجية ...مؤخرا .

بعد عودة أكرم تحدث إلى عن تعبه و إنشغاله لم يترك لى فرصة حتى أشكو له مما يورقنى من كثرة غيابه و سأمى من حججه و أعذاره .قال أنه سيسافر عدة أيام أخرى للغردقة لان الشركة مقدمة على "بزنس" هام يتطلب وجوده هناك ، لم أمانع مطلقا ليس سلبية او إنهزام للواقع لكن لانى أردت فرصة لقضاء و قت مع أمى ؛ طمأنته علينا و اننا سنؤنس وحدة أمى بعد أن رفضت المكوث عند محمود و عزة رغم ترحيبهما لإقامتها الدائمة معهما لكنها أردت ان تظل مع طيف والدى .مع ذكراه التى لا تنسى .

إصطحبت الاولاد و رحت عند بيتى القديم و فرحت والدتى بهما و بشقاوتهما فقد أضافنا لها ضوضاء محببة لقلبها ..الغريب انها تقول دوما عند زيارتنا لها " كنت عارفة انكم هتيجوا علشان كده عملتلكم الحاجة الحلوة اللى بتحبوها " . ولا أدرى حقا هل كانت تعرف أننا سنأتى أم هذا محض المصادفة .

فى الليل أرتميت على صدر أمى أبكى ...
آسيل : خدينى فى حضنك يا ماما
أمى : مالك يا بنتى ..تعبانة ولا إيه ؟
آسيل : تعبانة جدا ...مخنوقة و حسة أن روحى بتتسحب منى .
أمى : استعيذى من الشيطان ..هو اللى بيصور للبنى آدم كده .قومى أتوضى و صلى ركعتين و ربنا يفرج همك ، قومى ...
آسيل: حسة أن عمرى ضاع يا ماما .. حسة إنى كبرت و ملقتش نتيجة لتعبى طول السنين اللى فاتت .
أمى : لا يا بنتى متقوليش كده ربنا أداكى أولادك و جوزك ربنا يخالهملك .
آسيل : انتى شايفة بتعب مع الولاد قد إيه طالبتهم و مذاكرتهم و كل حاجة أنا اللى بعملها دلوقتى .. أكرم دايما فى شغله .. معندوش الوقت الكافى لينا .. و كل لما اتكلم و اسأله عن اللى غيره يقول "مفيش.. مشغول .. الشغل .. عاوز أأمن مستقبل الاولاد ...و كأنى خارج الحسبة.."
أمى : أنتى يا بنتى سيبتى الشغل علشان أولادك و ربنا هيكرمك فيهم ..و بعدين مأنتى بتشغلى وقتك أهو ما شاء الله أصحابك بكلموكى دايما و بتشغلى وقتك بتحفيظ قرآن فى المسجد ..كل ده مبتحسبهوش .. أنتى مش بتحسبيه لانك جهلة ..ربنا لا يكلف نفس إلا وسعها ..
آسيل : يا أمى كل ده لا يغنينى عن إنى محتاجة أحس بتقدير ...تقدير من اللى حوالى اللى بتعب علشانهم ...
أمى : يـــوه يا آسيل ..أنتى يا ما غلبتينى بس انا طول عمرى راضية عنك يا بنتى . و إن شاء الله ربنا هيصلح الحال ...قومى أنتى بس كده صلى ركعتين و تعالى اقعدى معاى فى البلكونة .

مر الاسبوع سريعا و عاد أكرم معنوياته مرتفعة و لا أنكر الايام التالية كانت مريحة جدا صافية ...فلم أشاء تعكير صفوها بأى شئ . و كما عودتنى الحياة دائما تهزمنى فى ذروة فرحى ...تلقيت إتصالا من معلمة سهيل تخبرنى انه مريض ولابد من حضورى؛لم أكن ممن تنتابهم الصدمة بسواء التصرف ،وكنت أرتب أفكارى سريعا .أسرعت إلى سيارتى و أخذت مبلغ من المال فى حقيبتى إلى جانب الفيزا كارد و هاتفى النقال و أخذت أتصل على أكرم لمدة نصف ساعة هى المدة التى استغرقتها للوصول الى المدرسة و لا مجيب .. الهاتف مغلق ...أو غير متاح .

أن ترى أبنك متعب ولا تدرى ماذا أصابه تفتك بك الظنون و كلما سمعته يردد "تعبان يا ماما ".. سكين غليظ يشق صدرى .. قرة عينى و فرحتى يشكو علة لا أعلمها . نقلته الى السيارة بمساعدة أحد المدرسين و حارس المدرسة ،عند و صولى الى المشفى إتضح أنها الزيدة الدودية و قد أنفجرت داخل المعدة ..لم أعد أحتمل حاجة أبنى لنقل فورى للدم و والده غير متاح ،لو أنهم يأخذون دمى كله فداه ، لم يكن أمامى سوى أن أجلب أخته جورية .استغرق هذا وقت من حياته بعد وصولنا الى المشفى لم يعد هذا الجسد الرقيق قادر على المعاناة أكثر .

أنا مؤمنة ..مؤمنة ..و هذا قدر .. قدرى .. بل قدره سكن الجنة .لم أستطع أن أكون جبل ..فالجبال أيضا تنهار ... أنهار كل شئ فى عينى لم أعد راغبة فى أى شئ . لا أريد رؤية أى قريب يوسينى أو غريب يعزينى ...أحتسبه عند الله ...
جورية ...أناديها ...ترتمى فى حضنى و تبكى .

آسيل : لا ماما ...متبكيش ..سهيل يزعل ..هو عند ربنا و فى الجنة و شايفنا و بيدعلنا .
جورية : ماما هو ليه مشى و سبنا .. أنا زعلنة جدا (و الدموع نهر فى عينها لا يتوقف) .
أكرم : جورية ..هتروحى عند عمتو ولا عند تاتا ...علشان ماما تعبانة شوية .
جورية : (تتعلق بى أبنتى ) أنا عاوزة أفضل مع ماما ...
أكرم : أنتى هتيجى كمان يومين بس عقبال لما ماما تخف . يمسك زراعها و يجذبها ..أسمعى الكلام .
آسيل : اسمعى كلام بابا (اقبلها ..قبلة مبللة بالدموع) أنا هخف بسرعة و هاجى أخدك ...
أكرم : روحى مع عمتو ...

ينصرف الناس و تبقى الغرفة خالية عدا من ظلا لجسدين او بالاحرى شبحين ..يتقرب منى و يضمنى بذراعة أبتعد ...لا أريد موساة فقد فقدت ما هو غالى لا يمكن تعويضه بأى شئ ...

آسيل : كنت فين يا أكرم ؟
أكرم : أنا مودجود جنبك دلوقتى ...
آسيل : كنت فين ساعتها ..(تفر دموعى )...كنت فين ؟
أكرم : أهدى بس متفكريش دلوقتى فى حاجة ..هى أزمة و هتعدى ...أحنا مؤمنين و متمسكين ...
آسيل : رنيت عليك كتير .. كان ممكن تلحقه ..بدالى ..كان ممكن يعيش ...
أكرم : لا حول ولا قوة إلا بالله .. حبيبتى .. ربنا يصبرنا فى مصيبتنا و يخلفنا خير منها ..
آسيل : (أدفعة بقسوة) أنا عوزة أبنى .. أبنى ... أنا اللى سميته سهيل .. زى نجم ..علشان ينور حياتى ..
أكرم : آسيل أصبرى .. قولى الحمد لله .. أنا زيك صورته مش بتفرقنى طول الوقت ...
آسيل : لو كنت رديت على ..
أكرم : متزوديش همى .. أرجوكى ..كفاية
آسيل : الازمة دى مش هتعدى ...أرجوك سيبنى لوحدى ..
أكرم : لا هتعدى .. أحنا محتاجين نكون أقويا و نصبر على قضاء الله .
آسيل : أرجو ك سيبنى لوحدى .و أنا محتاجة أكون لوحدى الفترة اللى جاية ...
أكرم : أنا هنفذلك رغبتك ..بس أنا جنبك لو أحتاجتينى فى أى و قت ..

ساعتها لم أجد ردا ملائم ..سوء نظرات تعنى الكثير . إنصرف و خرج من الغرفة تركا تحفته المشوه بعد أن شكل كل ما فيها أنصرف بعد أن ذاب فيها الجمال و تراكم القبح على جزيئاتها .

قررت إستعادة حياتى مادام هذا قدرى . قدرى ان أحمد الله على تلك الانفاس الداخلة و الخارجة .قدرى أن أكون تلك التى أردتها دوما أو التى كنت أخشى أن تتحرر فتضيع أحلامى العذراء . بعد أن أسترددت عافيتى و تمكنت من مواصلة حياتى البيلوجية ؛ لم أتمكن مطلقا من تقبل تقرب أكرم ، لا أدرى هل تقبل هذا الواقع أم أنه يتظاهر أم أنه الندم و احساسه بالذنب .أردت أحتضان جورية بكل حب و رعاية ، لم أتوانى عن تربيتها تربية حسنة  و لم أشاء لها أن تقبل فكرة ان أمها لا تسامح اباها و لم تغفر له.عدت إلى عملى ؛ دبرت عملا خاص بى ، استمتع به فى كل ثانية بوجودى مع الاطفال .

ثلاث سنوات و لم نقترب من بعضنا مجرد أزواج ... صورة تذكرية لحياة زوجية يراها الجميع ، و لكن ينقصها الكثير . فكرت فى إنجاب طفل ، لم تفوت الفرصة بعد ، لم أحدثه ..لكبريائى .. كما إنه لم يعد يعباء سوى بالمظهر الاجتماعى فأعطيته إياه ...

قدرى و الخيانة ... أكتشفت بعد ذلك أن وهم الشعور بالذنب لم يكن إلا قناع محكم لانه متزوج من أخرى سرا .. زميلة له مطلقة منذ أكثر من عامين ، لعلها سبب إنشغاله فى العمل ، لم أنهار.. لم أعد أهتم .. فقد مات بالنسبة لى يوم أن مات ولدى . لكنى طلبته بالطلاق بكل ما أوتيت من قوة و شجاعة . أعلم فقد أنتقدنى الجميع حتى أخى محمود .أن أكون مطلقة فى سن الاربعين أفضل من أن أقضى حياتى أتقبل خيانته لى كل يوم مرعاة للوجاهة الاجتماعية .. و ليست أنانية .. و لا يطالبنى أحد بالتضحية ؛ فما عدت أستطيع التضحية من أجل سراب . أفضل أعوامى هو عامى الاول بعد الطلاق . فقد حدث ما يسر أى إمرأة تمر بمثل تلك التجربة .إستعدت نفسى .

Friday, 16 April, 2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق