الأربعاء، 10 مارس 2010

كــائــن الــمــحــار




كائن المحار
ـــــــــــــــــــــ
كان يوما ...كان رحلة الى إحدى الشؤاطى ..حيث المياه البراقة و الرمال الصفراء ...النسيم يداعب الوجوه العابثة فى وجه مصاعب الحياة ... تنفرج الشفاة بالبسمة أمام خلق الله ... الطيور محلقة و الهواء يحرك الأمواج ...ياله من مشهد جميل يأخد الألباب المنهكة .. ينعش يقظة الانسان أمام قدرة الله..

تركت مقعدى و ذهبت حيث المياه التى إشتاق إليها الجسد و كأنها الحياة... فألقيت بنفسى فيها و كأن المياه تزيل عنى الآثام ...لم أدرك ماذا أسمع أهو أصواتهم أم هى همس الماء ..الشمس تاركة حرارتها على وجهى يشعرنى بوجودى فى الحياة ...ظللت هكذا وما أدرى عن الوقت شيئا...تمنيت أن تقف كل دقات الساعات ...و سبحت حتى الشاطئ ألقى الجسد الجديد إلى الرمال تحتويه ...و هنا أخذت الأنفاس تتصاعد و أقبل البعض يتسألون هل هناك خطب ما ؟
أكان حقا خطب أكنت عند خط الحياة ... إنى بخير الان ...أنا بأمان..

جلست حيث يفترض أن يكون مكانى ...ساكنة صامتة متأملة ...شريط الحياة لحظات لحظات ..أرى الاطفال يلعبون و يضحكون ...يقذف كل منهما الأخر بالرمال و هناك فتايات تبنى قلاع من الرمال ...فيقبل الفتية بعنفوان الشباب و يركلوها بقوة ...فلا يقوى البناء على الصمود ...ولا يبقى سواء أطلال ...هذى حياتى وحياة أخريات قلاع رمليه لا تقوى على دفع الامواج أو هزيمة الرياح ...

أشعر الان بالملل ..أمسك بالجريدة ..ما الاخبار لقد سأمت السياسة و أخبار الحروب و المفاوضات ... ألا يوجد فى الحياة سوى النزاع ...أحزاب تجادل أحزاب ...مشاحنات بين الابناء والاباء ..ألا يوجد شئ أخر فى هذة الحياة؟!
أقف عند عمود أنيس منصور لطالما أحببت البهجة التى اشعر بها حين أجد اسلوبه المتهكم ...

الان الشمس بدأت تشع بالدفء و الحرارة التى أشعر بها داخلى ...أقف على قدامى منتصبة ..كأنه نداء ألبيه...أتجه نحو أخر الشاطئ ولا أعلم ما أخره ...أرى زوجين فى الستين لايزالا متحابين...هربوا من ضوضاء المدينة الصخبة و جلس كل منهما ينال ونسته من رفيقه...أبتسم فى وجههما تحية لهما و كأنى أرى شابين عاشقين يتهامسا ... أره هو من بعيد شخصا دائما ما عرفت ملامحه ...إنه قريب منى ...و أنظر إلى عينه ..هامسة فى صمت ..ألا تعرفنى ؟ أما تتعرف على صوتى؟
و تتدافع بيننا النظرات و كأنها حديث ...و فجأة يغير أتجاه وجهه تجاه القادم نحوه من الإتجاه المقابل ...أنها ابنتى ...جاءت إليه تدعوه لينزل معها إلى الماء ...فلبى النداء و تركتى وراءه ورقة تنتظر أن تحملها الرياح ...

برهة و كنت أتراجع نحو مقعدى ...حتى لا تقلق على فتاتى الصغيرة ...أو أتاخر فيتسأل عن حالى هذا الغريب ..غريب كان بيننا يوما ميثاق غير مختوم ...إختفت بيننا تلك المشاعر و أصبح محلها الواجب المفروض ،و ها هو يأتى و كأنها المرة الاولى يضع كفه على كتفى ...و كأنه عناق ...نظرت له فى اشتياق هلا عدت الان ...رد قالا "لقد كنت دائما موجود ..لكنك لم تلاحظنى لقد غفلتى و قد حان ميعاد الرحيل" ... إبتسمت فى وجهه قالة: لقد كان يوما جميل..
" جرت نحوى ابنتى الصغيرة قالت :
ماما أنظرى ماذا وجدت أنه المحار
فقلت لها إطلقية و أنظرى لما سيفعله ...و ما إن وضعته حتى أخرج كائن المحار أحد أهدابه و تحرك نحو الماء ..فى محاولة لإستعادة الحياة و البقاء ...هيا حبيبة قلبى حتى لا نتأخر على بابا و نعود..

تمت
Tuesday, November 11, 2008

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق