الخميس، 17 يونيو 2010

مـــذكــــرات مــتـــ - 2 - ــــمـــردة



-3-

لقاء ثم لقاء ..أمتد بيننا جسر من التواصل و تبادل الاحلام و بعض الاسرار .جذور الود طرحت أزهارا بأعين أسرتنا فقررنا إعلان الخطبة بشكل رسمى بعد" فتحة" دامت فترة بسيطة ..

كان لى رأى مخالف حين فرض على أكرم إقامة حفل خطوبة ضخم ليضم العائلتين ، تناقشنا سويا فى الامر ...

آسيل : طول عمرى بحلم بحفلة بسيطة و جو رومانسى أنا و أنت بس .
أكرم : بس دى أنانية منا لو قررنا ده من غيرمراعاة رغبة أهلينا .
آسيل : أنا أقدر أقنع بابا بس أنت تكون مقتنع .
أكرم : طبعا الحفلة مش ضرورية لكن مراعاة لرغبة والدتك و والدتى لازم تكون مناسبة لينا ..و أكيد هتكونى عروسة زى القمر.
آسيل : لا يا أكرم ماما مش هتعترض لو عرفت أن دى رغبتنا و اننا اتفقنا ،خاصة إنى قلتلك قبل كده ان دى حياتنا الشخصية ..احنا اللى بناخد القرار .
اكرم : تقصدى إيه ؟ إنتى شايفة إنى بمشى وراء كلام حد ؟
آسيل : حد زى مين ..انا مقصدتش كده ..كل اللى اقصده ان دى مسألة تخصنا أحنا الاتنين بس ..و بعدين أنت اتنرفزت ليه ؟
أكرم : مهو إنتى بتستفزينى ..أول مرة أشوف واحدة مش عاوزة تعمل حفلة خطوبة تتعرف فيها على أهل عريسها اللى هيبقى جوزها ..وخدة بالك انتى من جوزها ..
آسيل : متهزرش يا أكرم ..لو قلتلك إنى هكون متوترة و مش مرتاحة فى الجو ده او إنها تكاليف على الفاضى ..و إنى عاوزة خطوبتنا تكون مش تقليدية ..هتفهمنى ؟!
أكرم : و النبى بلاش الافكار الخيالية دى ..كل الناس عاوزة تشوف خطيبة أكرم ...
آسيل : ناس مين دى ...و مين اللى يهمه الامر ..المفروض إننا اهم الناس فى الموضوع ده مش الناس ..الناس هتفيدنا بإيه؟

إنتهى النقاش عند تمسكى برأى الذى تزحزح حين تخيلت والدتى حزينة بسبب عنادى ،رغم إقتناعى بصحة رأى ... وما لفت إنتباهى فيما دار بيننا هو عدم توصلنا لحل مُرضى ساعتها و إشارة أكرم " للناس" ربما قصد خطيبته السابقة، و أن تكون رغبته نزولا عن رغبة والدته و إخواته ...

بعد أن تم إعلان الخطوبة فجأنى أكرم فى أول يوم منها بإرسال باقة كبيرة من الورود و رسالة تسلمتهما وسط فرحة منى و دهشة الزملاء و الزميلات المهنئين ..رأيت ساعتها الغيرة فى أعين بعض الزميلات ..أحسبها غيرة مشروعة .هكذا نحن النساء نباهى بعضنا الاخر بما نجده من محبوبينا فللهدية طابع خاص تتباهى به النساء لتفتخر بمدى محبة الحبيب لها .. فقيمة الهدية المادية لا تقل عن قيمتها المعنوية و كاد العكس أن يكون صحيحا ... توالت الايام و تجددت اللقاءات بيننا على مدى ثلاثة أشهر..و اجمع الكثير ممن أعرفهم ان الفترة الخطوبة مقسمة فى ذاتها إلى مراحل ...أولها كانت تلك ال3 أشهر التى كانت سمائها تارة صافية و تارة اخرى ملبدة بالغيوم ...

أمقت كثيرا تدخل البعض فى شئونى الخاصة خاصة علاقتى بأكرم ..و اول من سعى لمثل هذا التدخل السافر كان الحاجة كريمة والدته ، هى أم ذكية و محبوبة من الناس مجاملة بطبعها تصل لمبتغاها سريعا ..كنت أظنها فى مثل طيبة والدتى التى تقف إلى جوار أكرم و تؤيده فى كثيرمن المواقف ..أما الحاجة كريمة فلم تكون فى مثل تلك الطيبة أو السهولة ..بدأت أولى محاولاتها بإنتقاد طريقة تقليبى للسكر فى الشاى و تطور الامر للتدخل فى حث أكرم على السفر ..

السفر هو بعد من سبق الاصرار و الترصد ..نعم قد تكون فرصة ..و فرصة العمر ..لكن سيضيع معها أيام من العمر فى الترحال و الغربة ..لم أكن موافقة على فكرة سفره و لكنه سافر لمدة 4 أشهر بدعم كامل من والدته و لم أجد هناك فائدة من المناقشة أو الجدال ، خاصة انى أميل إلى الحوار و التفاهم الذى اصبح لغة مهجورة بين الاشخاص ...فالكل يسعى لاقناع الاخر و قد يرضى بالتغاضى عن بعض أفكاره للوصول لأدنى حد من الخسارة على مائدة المفاوضات ...تحدثنا هاتفيا قبل سفره بساعات قليلة ..

آسيل : برضو هتسا فر يا أكرم و تبعد ؟
أكرم : دى فترة قليلة و مش هطول ، بعدين بالمكافاءة هكمل الناقص فى شقتنا ولا أنتى مش عاوزة نتجوز بقى ؟ !
آسيل : يا أكرم خايفة تاخد على البعد ...أوعى تفتكر انى ممكن اسيبك بعد منتجوز تسافر لوحدك ..ده بعدك ...
أكرم : ( يضحك و يسمع له قهقهة ) و مين قالك إن أنا هسيبك أمال هناكف فى مين غيرك ؟!
آسيل : خالى بالك من نفسك وأرجع بسرعة ..و كلمنى كل يوم ..اوعى تنسانى.
أكرم : أنساكى ...إزاى يعنى هو انا مسافر علشان مين ؟
آسيل : علشانا ,,إن شاء الله ترجع بآلف سلامة ..

يومها شردت و حلقت أفكارى فى اليوم الذى يجمعنا سويا ..أستفقت على نداءات والدتى ..
ماما : آسيل .. آسيل ..أنتى يا تايهة
أنا : أيوة يا ماما سمعاكى
ماما : بصى يا بنتى مش هتلاقى حد يحبك قدى او قد بابا ...انا فرحانة أن ربنا كرمك بأكرم و ربنا يخاليكو لبعض ..عوزاكى تحافظى عليه و على بيتك أن شاء الله .
أنا : (أقاطعها) فى إيه يا ماما أنتى لاحظتى حاجة فى تصرفاتى ؟
ماما : إسمعينى و خالى الكلام يفسر نفسه مع الايام ..فى مواقف العند فيها بيكلف كتير و فى وقت التنازل بيخسر الواحد كتير ...اوقات بنعديها علشان المركب يمشى و اوقات لازم يكون للست شخصية علشان متظلمش نفسها .. مش هقولك الراجل طفل ولا الكلام ده .. الراجل محتاج للى يفهم إحتياجاته من هنا تخدى عنيه ..فهمانى يا آسيل .
أنا : (عن إقتناع و رضا بما قالته) أيوة يا ماما ..

بعد إنقضاء فترة سفر أكرم عاد إلى ..سعدت بعودته جدا – ما تكفينى كلمة جدا للتعبير عن إشتياقى – لم اطيق ان أنتظر الصباح ..هتافته ليلتها و قرأت عليه جزء من قصيدة أعجبتنى ..

آسيل : تدفعنى فتغلق كل الابواب حولى ..و أداوى بك ضيقى و عطشى و أبلل قلبى بترياق هذا الالم ..خذنى لأى باب و دعنى أطرقه فينفتح و افوت إليك وجع الحب و الاشتياق ..أداوى بك السنين العليلة فدعنى اسقطك فى كأس الكلمات ..أحببتك هل تعلم ؟
و انا حين تدق الباب ينفتح قلبى للقائك فى بداية البرأة و أتوارى عنك بخجلى ..لإنك ماتزال تدفع الجدرات فيختنق جسدى بإبتعادك ...ألا أبدوا فى مراياك بكل هذا الضعف ..فحين بكيت بين جروحك و رجوتك أن تبقى لكنك أبيت ألا تسكن البلاد البعيدة و انست الصمت ..لم تعترف ان قلبى ضاق بغفلتك و بعدك ..أألان عدت ..تعود و تطرق قلبى بعنف و انت تعلم أنى قررت الاحتفاظ برفاتك و بعض أمنيات ليس بينها فرارك و الهجر ...

رغم تعبه و إرهاقه إستمع إلى و عيناه يغلبهما النعاس بسطوته ..كان هو كل جمهورى وعدته إنى سأكتب خواطرى و أقرأها عليه و لن يشعر بما بين السطور سواه .

مر على خطبتنا ما يقرب ال6 أشهر و أصبحنا نتقارب فى كل يوم ..أصبحنا نتشاور فى إلتزامتنا المادية و بشرنا بشراء حجاتنا من الاثاث و الاجهزة حتى حدث ما سائنى للغاية .. علم اكرم بطريق الخطاء عن حساب مصرفى خاص بى أودع به مبلغ تأمينى أجعله بعيدا عن أى مصروفات حتى انى فتحت هذا الحساب قبل معرفتى به بأعوام ..أخذ يؤنبنى و يعنتنى فكيف لى أن أخفى عنه هذا الشأن و أنه يخشى تكرار مثل هذا الموقف بعد زواجنا ..حتى انه ذكرنى أنه انفصل عن خطيبته السابقة بسبب ازمة ثقة ..و ليته لم يفعل .. ليته لم يذكرها على لسانه .. أصبح يكرر ذكرها كلما صادفنا جدال او مشكلة بسيطة ..الغيرة تأكل أى إمرأة يتجاهلها رجلها أو لم يقدرها حق قدرها ..الغيرة تحفر خندق للحب و تشعل محرقة لن يخمدها سوى الرماد الاسود و الغبار المتتطاير فـيحجب الرؤية بيننا ...

حدث أن دعتنى احدى شقيقات اكرم إلى بيتها ..و بعد مناقشة طويلة وافق والدايا على أصطحاب اكرم لى شرط ان أعود باكرا ولا اتأخر عن الساعة ال9 مساءا .ذاك اليوم لن انساه ما حييت ...بعد ان ظننت أنه سيرانى الاجمل فجأنى انه يظن أنى أرتدى ثوبا بسيط و ان مظهرى معتدل ...أن تطعن انوثة إمرأة ذاك جرح لا يندمل ..ربما تغفر الإساءة ...تسامح الخيانة ، لكنها لا تعفو عن رجل يطعنها فى انوثتها . حين عدت أعدت النظر فى المرآة إلى ثوبى و وجهى ..إلى بعضى و كلى ..أيقنت أنه لم يرانى هذة الليلة ..لم يخمن مقدار جهدى و انا أزين تلك اللوحة الانسانية لتبرق برقة المساء . حدثت نفسى ساعتها أنه ربما تتكرر مأساتى ..و يتكرر غرور الطاوس الذكرى داخل من يصبح بطل رواياتى ....

Thursday,10 October 2009

-4-

بعد مرور الوقت إعتدت على أكرم أكثر فأكثر ، بدأ الواقع بفرض نفسه علينا ، إننا أكثر من ملائمين بعضنا للأخر .مر العام لم يختلف شئ فينا عدا اتفاقنا و التزامنا بحل نزاعتنا الشخصية بيننا ...إلتزمت بذلك كثيرا و هو الاخر بالطبع و هذا ما جعلنا نختلف و لكن نتفق على ألا يطول اى خلاف بيننا .اليوم اجد نفسى اعد ثوب فرحى ..ارتديه و ارتديه و انظر جيدا ..تنشغل والدتى بمظهرى و بأشيائى و بكل كبيرة و صغيرة ، اما محمود فكان مثل المنتدب السامى يتابع مهمة الإشراف بين الطرفين .كل ما أذكر و لمدة اسبوع كامل لا انفك اكون مترددة هل سأكون سعيدة ؟هل سأتزوج حقا الشخص المناسب ؟ ...
كاد عقلى ينفجر و يدمر كل ما حوله ...كنت حزينة بعض الشئ و لكن أيضا متقلبة ، بمجرد سماعى لصوت أكرم على الهاتف تخبو كل المخاوف من رأسى تنحنى أمام شخصيته و روحه .أعترف انى بداخلى أحبه ، بل أقسم انى دوما كنت اجهز قلبى لإستيعاب حبه ...

حدث و انه فى أحد مكالمتنا معا بحت له ببعض مخاوفى و بطبعه أخذ يضجرنى ثم يعود فيهدأ تلك النار المشتعلة ..
آسيل : أكرم ..عارف قد إيه بحبك ؟
أكرم : و حياتك عارف جدا .. بدليل أننا هنتجوز آهو.
آسيل : مش هترجع و تقول مش هى دى اللى كنت بتمناها ؟
أكرم : و الله على حسب ..بصى انا أخترتك يا آسيل خلاص و كل اللى علينا اننا نتفق و اظن اتفقنا اننا هنواجه مشاكل كتير بس هنوجها سوى .
آسيل : خايفة يا أكرم ...بعد ما نتجوز تتغير العلاقة ما بنا ...نبقى زى الناس اللى عرفنهم و قلنا كتير مش هنبقى كده ..
أكرم : احنا هنـتغير و ده الطبيعى بس ان شاء الله نكون للاحسن ..متفكريش بسوداوية ..
آسيل : أوعدك إنى أكون خير زوجة ليك ..و احافظ عليك طول مانا حية ..أوعدك أحفظ على شرفك و أسمك و بيتك و اولادك و اتقى ربنا فيك ..أوعدك اعمل كل جهدى تكون مرتاح و سعيد ..اوعدنى انت كمان يا أكرم ..
أكرم : (يجذب يدى الى صدره) أوعدك يا مراتى أحافظ عليكى و اتقى الله فيكى ..و احافظ على كرامتك و احساسك ...عاوزة حاجة تانى (يضحك) عاوزة حاجة تانى ؟
آسيل : ايوة احلف تكون صادق معاى ..احلف منبتش ليلة فى زعل بنا ...أحلف تسندنى فى شدتى و وقت ضعفى ..
أكرم : على فكرة كل ده انا حلفت عليه لو حسيتى باللى قلته ...
آسيل : هنشوف و الماية انت عارف ...
أكرم : بمناسبة الماية ..الحنفية اللى فـ الشقة نسيتها مفتوحة و كانت هتغرق الدنيا امبارح .
آسيل : بتهزر ...لا ..على فكرة انا اللى حطيت هدومك فى الدولاب و فى حاجة ليك تحت الهدوم لما تروح شوفها و قولى رايك ايه .
أكرم : يا بنت الذينا ...هى مفجأة ..كده هتخلينى احرق المفجأة بدرى ..ايه رايك هنسافر بعد الفرح بكام يوم ...
آسيل : (اتـنطت من السعادة ) أخيرا وفقت ...هنروح فين ...
أكرم : دى بقى خاليها مفجأة متحرقيش كل حاجة ..

أدمن أكرم مفجأتى بقراراتـه لعلمه حبى للمفاجأت السعيدة ...كان يوم زفافنا اسعد يوم حقا فى حياتى التفت حولنا العائلتين مهنأين فرحين بجتماعنا و سعادتـنا ..لم ألحظ اى شئ سوى انى مرتديدة فستان ملائكى و معى أفضل رجال العالم يبتسم لكل المحيطين يمسك بيدى و يقبلها امام الجميع ...اضحك منه و اخجل .. تلتقط العدسات مظاهر فرحتنا اللمعة فى يوم تعيشه اى امرأة مثلى و تحلم به اخرى ...دون سرد لما كتبته فى باقى صفحات دفترى ...وجدت نفسى زوجة محبة ...و تلك هى الفترة الابهج فى حياتنا و ذكرياتنا.

تـفـنـنت كثيرا فى تعلم كيف اكون زوجة جديدة ...و كان أكرم سعيد للغاية أراهن أنه كان يـباهى زملائه و أصدقائه بسعادتنا
كان يتحدث مرة لأحد معارفه و يبحث عن اى قلم و ورقه يكتب عليها رقم هام بالنسبة له ..لم يكون ساعتها امامى سوى ان يكتب على يدى فنوالته إيها ...بعد ان كتب عليها رقم الهاتف و سجله قبل يدى بلطف و ردد " تسلم الايادى "...بدلال الزوجة طلبت منه مرة ان يشترى لى وشما صغير إما فراشة او وردة صغيرة ..يا له من رجل ...اهواه ..اشترى لى كليهما ...كان يعرف مدى جنونى و يتقبله بل و يطاوعنى عليه ..

وقتما نكون بالشارع او كنا نبتاع اى من حاجتنا كنت امشى صامته لانه يتضايق ما ان تحدثنا فى الشارع او امام المارة ...فى طريقنا لاحد المتاجر لنشترى حجيات و قبل ان ندخل سألنى عما يحتاج المنزل و بعد ان دخلنا الى المتجر تذكرت شئ اخر أحتاجه ...نظر الى بقوة و بحدة حتى لا يتكرر هذا المشهد ثانية ...بالطبع لم استسلم و هو أحب ان يرضينى فجلبه لى ..بعد ان صعدنا للمنزل سبقته و قلت " خلاص انا فهمت متزعلش بقى "
ضحك على طفولتى و انه قد نسى الموقف و لكنى احبت ان اكد له انى لن انسى ما يرضيه او ما يضايقه ..

احسست بغربة بعض الوقت فى بدايه زواجنا فلم اكن اعتدت فراق بيت والداى و غرفتى القديمة ... و هو كذلك رغم انه كرجل لم يكن فى مثل تعلقى بأسرتـه بل كان شغوفا ببداية جديدة لحياته غيرانه كان يتصل و يود والدته و اخواتـه دوما فلا اكاد اذكره مطلقا ...و قد احببت هذا فيه فهو لم يمنعنى يوما عن ود احدا من اسرتى .كانت مشاكلنا فى بداية الزواج تافهة بعض الشئ لا اكد اتذكرها اذا ما رجعت نفسى او رجعت السبب الاساسى للجدال ..
عرفت جيدا من هم اصدقائه المقربين لكنه يوما ما كان ليقرب صديقا الى بيتنا فكانت الزيارات والمقابلات خارجية عدا تلك التى جاءت للتهنئة بالزواج و المجاملة ...عرفت أيهم أمين و أيهم لعين بعض الشئ ...بالطبع كونت بعض الصدقات الجديدة مع زوجات أصدقائه و ارتحت كثيرا الى مريم و هى مدرسة لغة انجليزية هى زوجة لأقرب أصدقائه يحيى ...كانت عون لى فى بعض الاشياء كانت تتحدث عن مشاعرها بعد الزواج و كيف كان الامر ليس بيسير حين تركت بلدتها و أهلها لتسكن فى القاهرة المشاغبة مع زوجها و تبداء حياة تكاد تكون جديدة صعبة . من كلامها تعلمت ان الحياة الزوجية ليست سهلة و لكن ليست بالصعبة بالتأكيد ..أما عن زيارات الاقارب التى كانت فى البادئ قليلة اصبحت كثيرة الان.. بعد زواجنا مباشرة اتفقنا انا وزوجى ان بيتنا سيظل مفتوح بابه دائما امام الاقارب ..لكن لابد و ان نراعى خصوصية حياتنا ..ساعدنى ساعتها عدم تردد الكثيرين علينا و كلما قلت الزيارات قلت المشاكل ...هذا ما تعلمته .

أكرم كريم للغاية لا يرد من قصده مما يجعل البعض يستغل طبعه هذا ...ما يضجرنى انه حين يكون لدينا ضيف من جانب أسرتـه يبالغ فى تصرفاتـه يظل يردد " هاتى كذا و قدمى كذا " لا أجد لسلوكه هذا مبرر ..فأنا بالطبع لن أبخل و كذلك أراعى دوما مظهره . أكرم لديه قريبة تصيبنى بالجنون حين تزورنا ..إنها ابنه خالته هالة ..أمقتها فعلا ...انها مصطنعة بعض الشئ و لا اجد معها حوار مناسب سوى الحديث عن مركات ادوات الزينة و احدث صرعات الموضة ..انها هى أكثر الصرعات ضجرا ..أنا لا اغار منها ..لا اعلم بل اغار عليه هو ..طريقة نطقها للحروف مستفزة كنجمة إغراء خرجت لتوها فى لقاء تلفزيونى. وعلاقاتى بوالدة أكرم تحسنت كثيرا بعد الزواج حيث أنى وضعت نيه فى ألا أجعلها سبب فى خلاف او مشكلة فى حياتى ...و أحترم جدا حين توجه نصيحة رغم انى لا اعمل بها . ذات ليلة جلست افكر فى الانجاب و هل نحن مستعدان لإستقبال ضيف مستديم ...و كتمته تفكيرى هذا حتى أرى منه إستعدادا ..

Sunday ,17 January 2010




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق